المذيع: يا شيخ! أنت قلت قبل قليل: بأن هذه العمليات التي تستهدف
أمريكا هي نتاج الغطرسة الأمريكية، بينما نرى بأن
القاعدة وهي التي تقوم بهذه العمليات لم تستهدف الأمريكيين وحدهم، بل استهدف الصليبيين بشكل عام، يعني الكره للطرف الآخر وهو المسيحي أو اليهودي، برأيك نتيجة ماذا؟
الشيخ: إذا كان بعض الإخوة لا يفرق فهي مشكلة كبيرة، كل الكنائس في
أمريكا أدانت العدوان وانتقدت سياسة الرئيس
بوش، إلا الكنيسة الإنجيلية التي يمثلها اليمين المتطرف، وكذلك في
أوروبا، سواء هم أخطئوا في عدم التفريق أم لم يخطئوا يجب علينا نحن أن نفرق، فنقول: إن العدو ليس مجرد من يخالفنا في الدين، العداوة في الدين أصل ثابت، وهو حق، ولكن عندما نتكلم عن اعتداء وعلى عدوان علينا فنعني به من باشر الاعتداء بالفعل، وليس مجرد من يخالفنا في الدين.
وهناك منظمة في
أوروبا وفي
أمريكا ليس لها نظير، فهم يقتلون كل من يخالفهم، وهناك منظمات هندوسية متعصبة انتشرت في
الهند تقتل كل من يخالفها، لكن هؤلاء الذين في العالم العربي والإسلامي عندما يستهدفون
أمريكا بالذات، لا يمكن أن يدرجوا مع أولئك؛ لأنه استهدف عدواً محدداً.
وأنا لا أدافع عن أعمال غير مشروعة على الإطلاق، وقد قلت: إن هذا العمل الذي وقع في بلادنا مدان، لكنني أقول: إن على الساسة الأمريكان أن يفرقوا بين من يستهدف أي مخالف وبين من يستهدف دولة أو فئة بذاتها، كما جاء في بيان المثقفين الأمريكيين أن القضية هي قضية العدوان على
الديمقراطية. ولو كانت عدواناً على
الديمقراطية لاستهدفت الدول الأكثر
ديمقراطية مثل:
بريطانيا مثلاً، لو كانت القضية قضية قتل أكبر عدد من الناس لاستهدف أي ملعب من الملاعب في
أمريكا.
لكنّ المحللين المنصفين في
أمريكا وغيرها، قالوا: إن على
أمريكا أن تسأل نفسها وأن تراجع سياستها في المنطقة؛ لأنها هي المشكلة، ولا أقول: المنطقة فقط، بل في العالم كله، هذا هو منبع الإشكال أو أصله في الأمور كلها.